يحدث الألف العظيم عندما يصدف أن يجد شخصان متآلفان بشدة أو أكثر أنفسهما فى الألف الصغري، تكمل طاقتهما المختلفتان إحداهما الآخرى وتحدثان تفاعلات متسلسلة..
هكذا يأخذنا باولو كويلو فى روايته “ألف” فى عالم اكتشاف الذات البشرية وفى رحلة خاصة للبحث عن النمو الروحي ومعرفة أفضل للنفس من خلال رحلة خارجية ينتقل فيها عبر قارات أسيا وأفريقيا وأوروبا ليغوض فى أعماق رحلته الداخليه مع نفسه.
رواية ألف محببه، قريبة من النفس، تجذبك لقرائتها وتشجعك باستمرار على استكمالها لأنها تخاطبك أنت وكل مع من يواصل رحلته فى البحث عن ذاته، بَرعَ “باولو كويلو” فى الوصف فى هذه الرواية وكعادته وعلى طول صفحات الرواية يقدم لنا مجموعة من الجمل والحكم التي لا يمكن أن تمر عليها سريعاً بل تحتاج إلى أن تتّمعن في قرائتها حتى تغزو طريقها إلى روحك.
وسنعرض لكم هنا بعضًا من مثتطفات رواية ألف حتي نتشارك هذه اللذة غير المكررة…
# إذا آمنتُ بأنني سأنتصر، سيؤمن النصر بي إذاً، لا حياة تكتمل من دون لمسة جنون.
# إذا استطعتُ أن أفهم مايجري فى العالم، سأستطيع فهم مايجري فى داخلي.
# آمن وإن لم يؤمن بك أحد.
# ننزع دوماً إلى تقدير ما يصلنا من بعيد، ولا نقدر يوماً الجمال الذي حولنا.
# إذا سعينا إلى شيء فالشيء ذاته يسعي إلينا.
وعن فائدة المشى يقول بولو كويلو في رواية ألف…
# المشي يفعل العجائب للجسد والروح.
وعن أهمية التواصل الإنساني…
# الأمور المهمة التي تلازمنا هي اللحظات التي قضيناها نستمع إلى أشخاص يُغنون، يخبرون القصص، يستمتعون بالحياة.
# يتعين عليك أحيانا السفر بعيداً للعثور عما هو قريب.
# البحث عن السلام هو شكل من أشكال الصلاة التي تولد النور والحرارة، فلتنس نفسك لبعض الوقت ولتفهم أن الحكمة تقبع فى ذلك النور وأن التعاطف يقبع في تلك الحرارة، فيما تسافر عبر هذا الكوكب، حاول أن تدرك الشكل الحقيقي للسماوات والأرض، ولن يكون ذلك ممكناً إلا إذا استطعت أن تحول دون إعاقة الخوف لنفسك وأن تضمن حركاتك ومواقفك فى توافق مع أفكارك.
وعن حبه للفتاة التي غيرت معالم رحلته يقول…
# بالطبع أرغب بك رغبةً جامحةً! أنا رجل، وأنت امرأة جذابة للغاية، كذلك أشعر بحنان كبير تجاهك، شعور ينمو مع مرور كل يوم، أنا معجب بالطريقة التي تتحولين فيها بسهولة من امرأة إلي طفلة ومن طفلة إلى امرأة، الأمر مثل قوسٍ تلامس أوتار كمانٍ وتخلق لحناً إلهياً.
ويقول لها أيضاً…
# آخذُ حبكِ وأعطيك حبي. ليس حب رجل لامرأة، ليس حب والد لولد، ليس حب الله لمخلوقاته، بل حب لا اسم له ولا تفسير كنهر يعجز عن تفسير سبب جريانه فى مسار محدد، وإنما يمضي قُدماً ببساطة، حب لا يطلب أي شيء ولا يعطي أي شيء فى المقابل، إنه موجود فحسب، لن أكون ملكاً لكِ يوماً ولن تكوني ملكاً لي يوماً لكن يمكن أن أقول بصراحة: أحبك أحبك أحبك!
# لست أجنبياً لأنني لم أكن أُصلي لكي أعود سالماً إلى دياري، ولم أهدر وقتي فى تخيل منزلي وطاولة مكتبي وجانبي من السرير. لست أجنبيا لأننا جميعاً مسافرون، تسارونا الأسئلة نفسها، التعب نفسه، المخاوف نفسها، الأنانية نفسها، والكرم نفسه، لست أجنبياً لأنني عندما طُلبتُ وجدتُ، وعندما قرُعتُ الباب فُتح لي وعندما بُحثتُ عثرتُ.
# اللحظات التي تسبق النوم تشبه الموت إلى حد بعيد، يغلبنا سبات ويستحيل علينا التكهن متي سيأخذ “الأنا” منا شكلاً جديداً. أحلامنا حياة ثانية لنا. أنا عاجز عن عبور الأبواب التي تقودنا إلى ذلك العالم اللامرئي من دون أن أرتعش.