Search Box

الرئيسية تعلموا الصداقة...

تعلموا الصداقة...

البارحة كانوا أصدقاءا، واليوم لم يعودوا، البارحة كنا معا واليوم كل على طريق يمشي، البارحة جمعتنا الأقدار واليوم فرقتنا الأخطاء، البارحة زارني واليوم على بابي مر دون أن يعرف حالي. البارحة لم نكن أصدقاءا بل كنا زملاء، وما أعظم الفرق بين الصديق والزميل.
أصبحت الصداقة مجرد كلمة، بل مجرد معنى لا يفهمه إلا ذوو الألباب، فليس كل من بادلني الكلام والاتصالات والزيارات بصديق، وليس كل من قال لي ''أحبك'' أو ''إنك أروع صديق'' بجميع لغات الكون بصديق، وليس الصديق مجرد إنسان بل عالم تلجأ إليه حين تحس بمرارة الواقع ولا تجد حينها سوى شخصا وحيدا بعد الله تعالى ليواسي وحشتك، الصديق هو من يحزن حين تحزن ويفرح حين تفرح، هو الحل لكل  المعضلات، هو الوسادة التي تنام عليها حين يطير من عينيك النوم، هو اليد التي تجدها ممدودة حين تكون كل الأيادي مغلولة، هو الباب التي لا تحتاج لطرقه حين تغلق أبواب الدنيا لأنه مفتوح للأبد.
علمونا الصداقة في ''عهد الأصدقاء'' وكم كانت عظيمة، لكن لم يعلمونا صداقة ''ثاني اثنين إذ هما في الغار'' التي كانت أسطورة الصداقة، صداقة لم تكن يوما مبينة لا على مال ولا ملك ولا حكم ولا بنون، صداقة أتقياء أبرار من سكنة الفردوس الأعلى: رسول الله صلى الله عليه وسلم وصديقه وصاحبه الصدِِيق أبو بكر رضي الله عنه، الذي فدى صاحب الرسالة بالمال والنفس والروح. تعلموا تعلموا ما لم تتعلموه من ''عهد الأصدقاء''.
اعلم أنك إن اخترت فلانا صديقا، فإنك تختار صندوق أسرار ورفيقا قد تطول صداقته، واعلم أن الصداقة التي تبحث عنها أصبحت عملة نادرة يصعب إيجادها فتمهل ولا تتسرع في الاختيار. اختر الطموح الشغوف الذي لا يرضى بالفشل، اختر الصديق وابتعد عن أصدقاء المصلحة وأصدقاء ''السنة''. 

--- تمعن في آختيارك لأصدقائك فأنت تختار صفًا من صفوف المصلين على جنازتك ! ---

يتم التشغيل بواسطة Blogger.