Search Box

الرئيسية أمسية في الجمعية العربية للفكر والثقافة لروح المرحوم- بإذن الله - بهاءالدين محمد نصار

أمسية في الجمعية العربية للفكر والثقافة لروح المرحوم- بإذن الله - بهاءالدين محمد نصار

مجموعة من الشباب والكتاب والمبدعين أرادو ان يكونو مع عائلة الدكتور محمد نصار في مصابهم الجلل بفقيد بعمر الورود غادرنا وهو يضع أولى خطواته على طريق الجامعة ليكون في طريق اختاره الله لنا جميعا لكننا نختلف في تواقيتنا وكلنا راحلون ونطلب الرحمة والمغفرة للفقيد بهاءالدين محمد النصار ونواسي أهله وذويه بالصبر والسلوان وميزدا من العمل والعبادة والتقرب الى الله رحم الله الفقيد بهاءالدين محمد النصار وجعله الله في جنة الخلد مع الصديقين والشهداءوالصالحين .

الدكتور ابراهيم جيت / أحد الأعمدة الأساسية في الجمعية العربية للفكر والثقافة وزميل وصديق للدكتور محمد نصار قدم رثاء الأب لأبنه الفقيد فالفقيد فقيدنا فصبرا ال نصار (وبشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمه واولئك هم المهتدون)

وقرأ لنا الشيخ أحمد غازي الزعبي أيات عطرة من الذكر الحكيم .

معاوية البشابشة ربما لم يهدأ منذ ساعة الرحيل ومع الوقت بدأ يفكر بشكل ما كيف يخفف عن أهلنا أل نصار مصابهم هذا ومصابنا جميعا فكانت فكرة اللقاء وعمل ساعات طويلة مع الأهل والأصدقاء والمعارف من الجمعية وخارجها وعبر موقع الرمثا نت والمحطات الإلكترونية المختلفة ليؤلف لنا شكلا ما من أشكال رد بعض الجميل للدكتورمحمد النصار فقال لهم :

وأقول لأم بهاء

"كوني قويةً يا أُمي
فعند الله أكثر مما تتخيلين
لو كنت أعلم أن هذا قدري
لبكيت لروح الموت أن استعجلي
رأيت ما لا عين رأت
فافرحي يا أمي تحققت أمنيتي"

وقال :

جاءَ أيلولَ مِنْ خلفِ الصدى
يا تُرى من أي قصيدةٍ جاء ؟
وسَقطت ورقةٌ خضراء من موطنها
دون أن تودع السنديانة الأم
تنهدت الأرضُ بهاء
إنكمشَ الخريفُ حولهُ
وغرباءً يسائلونَ
مَا اسّمُهُ ؟
بكت الغيمة السماء
ثارت رائحةُ الترابِ قربَ ظِلِهِ
وَأنتحبت ، بهاء بهاء

وأما الإعلامي بسام السلمان / الرمثا نت فكان منذ البداية مع الرمثا وأهل الرمثا ومع الجمعية في نشاطاتها المتنوعة وكان وما زال صديقا للجميع فقد تبنى الرمثا نت وبسام السلمان العديد من القضايا المجتمعية والأنشطة الثقافية ومنها هذا الجمع الطيب الذي يجمع الأاهل والأصدقاء ليكونو الى جانب الدكتور محمد النصار صاحب القلب الكبير والمصاب العظيم .

وكان للدكتور خالد الفهد مياس كلمة قال فيها :

عبقت ذكراك بقافيتي
فتناثر عطرك في الأرجاءْ
صبرًا
فالله يحب بهاءْ
إن شاء الله بنا أمرًا
هل يمكن أن نلقاه ب " لاءْ "
فالله اختار بهاءْ
صبرًا يا آل بهاءْ
فالله يحب بهاءْ
صيرًا يا أم بهاءْ
أمحمد أنت بإيمانكْ
جبل صلد لا يمكن أن يثنيه هواءْ
والموت قضاءْ
إن شاء الله بأن يقضي ما شاءْ
هل منا من يرفض أمرَهْ
هل من أحد منا سيشاءْ
عذرًا يا آل بهاءْ
فالموت لنا حتم وقضاءْ
ولنا برسول الله مثلْ
قد زار حبيبَ الله أجلْ
يا آل بهاءْ
دعوات الوالد صادقةٌ
فادعوا لبهاءْ
للوالد مسألة ستُجابْ
للأم دعاء ليس يرد
ودعاء المؤمن للأحبابْ
أدعوك إلهي أن ترحمْ
من جئنا نذكرُهُ
يا رب ارحمه وبلغهُ
جنات الخلد مع الأهلِ

أما القاص وكاتب الهذيان / محمد بديوي فقد كان له شأن أخر مع أيلول وما يتركه السقوط في أعماقنا من الم وحسرةوعذاب .
“توجعنا يا أيلولُ ، وهذه أخر رسالة .. لن يكون بعدها رسائلٌ ، ولا عتبْ .. !”

رسالة الى أيلول ...
...................................................................
في الأنفاسِ الأخيرةِ من آب ، وأيلولُ يضعُ خطوتَه الأولى على الأبوابِ كان القمرُ يسافرُ في رحلةِ فرحٍ وقد وعدنا بالرجوعِ ، لم يخطرْ ببالهِ الأفولَ ، لم يخطرْ ببالِنا أن قصيدتَهُ تنزفُ حروفَها الأخيرةَ ، انه يحملُ تذكرةَ سفرٍ بلا إيابٍ ، لم يرجعْ القمرُ من رحلتِه ، رغم انتظارِنا لم يعد لنخبرهُ عن لحظاتٍ كنا نرتبُ لها من دمِنا وأحلامِنا لتكونَ حقيقةٌٌ في عمرِه ، لم يرجعْ القمرُ وغابَ ، غابَ وتمادى في رحيلهِ وأغلقَ خلفَهُ أخرَ الأبوابِ ..

وجاء أيلولُ بريقٍ ناشفٍ يغصُ بموالٍ حزينٍ ، وسؤالٌ يعصرُ الجنونَ في العقلِ ، أمعقولٌ أن لا يعودَ القمرُ إلى بهائه معقولْ .. ؟! كيف والشمسُ ما زالت تشرقُ على كل النجومِ والكواكبِ والوجوهِ ، ولم نعثرْ على إجابةٍ نبللُ فيها ريقًنا وذهولًنا ، ولم يكن أيلولُ طرياً كما كنا نظن ..
أيلول :
كنت الأجملَ ، تحملُ رائحةَ كلً الفصولِ ، موالَ الغريبِ .. والغيمُ ينثرُ على المدى زخاتَه قصيدةً عتيقةًً ، يكتبُ على وجهِ الترابِ عذوبةَ الرحيلِ وعذاباتِه ، شهوةُ التعبِ .. مراجيحُ الأمنياتِ والأغاني الأولى .. صبرُ العاشقةِ على بابِ الخشبِ ، والعاشقُ في رحلتهِ التي لا تنتهيَ إلا برسالةٍ شفويةٍ تأتي من أفقٍ بعيدٍ تقول : تاه القمرُ وهو يجمعُ الوانَ الحلمِ واطرافَ الحكايةِ ..
أيلول :
اليومَ ، لا كما كنتَ ، لا تشبه أيلولَ ، كأنكَ وأنتَ تحاولُ استعادةَ وجهكَ تبدو كروحٍ يتيمةٍ تركضُ خلفَ قلبٍ يلفظُُ نبضاتَهُ الأخيرةُ .. لا ضجيجَ في رأسكََ ، وهربت من صدرِك السكينةَ ، خاصرَتك مفتوحةً للحرابِ .. جسدٌ أنتَ تُتلى على أيامِه ريحُ الخرابِ .. انهارت أسوارَك .. تكسَّرت أبوابك .. وارى الوجعَ يعيث خراباً في أيامِك ..
أيلول :
وما زلنا في ذهولِنا ، نهمسُ أيامَك الأخيرةَ مبلولةٌٌ بالخيرِ والفرحِ ، كيف تقسو على هذا الصبحِ وهو ينشدُ بالندى قصائدَ عشقٍ لا تعرفُ ذاكرتُها الذبولَ ، كيف توصدُ بوجهِ القمرِ الضياءَ والبهاءَ والحياةَ ، أم انك ما زلت تؤمنُ انك زمنُ الرحيلُ وتساقط الأوراقِ والذهولِ ..؟ أو كما يقولُ الأولونَ انك في منتصفِ المسافةِ ، ما بين قدومِ الموتِ أو رحيلِ الحياةِ ، أين ثالثُ خياراتِك .. تعودنا في الأسئلةِ الصعبةِ أن تكونَ خياراتِنا ثلاثة ، تعودنا أن يعودَ القمرُ من رحلاتِه ، أن يضيءَ عتمةَ ليالينا فاين ابتسامتَك الأولى ، أين بشائرَك ورائحتنا ، رائحتَنا القديمة .. أم انك كلما أحببت قمرا أغريتَه بحضن الترابِ حتى يذوبُ عشقُه إلى جناحين تشتاقُ سماءه الأولى إلى سماءٍ أخيرةٍ ثم يمتدُ في رحلةِ غيابٍ أخيرةٍ
أيلول :
وفيما أبقيتَ لنا من حزنٍ وعتمةٍ وأوجاعٍ لن تنتهِ ، نوصيكََ بمن حملت إلى هضابٍ بعيدةٍ ، أن لا يكون غيمُك كما في أيامِنا ، أن تكون طريا ويكون غيمُك حنونا يذرف زخاتَه برحمةٍ على قمرٍ ربيناه عمرا فينا ، غازله كعاشقةٍ ، وداعبَهُ كطفلٍ ، مرجحَه على أغنياتِ الطربِ ، سابقَه في مسافاتٍ قصيرةٍ ، لا تتعبْ فؤادَه واقرأ على وجهِهِ دعواتِنا ودعائِنا ، وأياكَ أن تفسحَ له نوافذَ السماءِ ليسترقَ السمعَ ، ستؤذيه مواويلُ الحزنِ وأغانينا ، فقط قل له أننا نفتقدَهُ وقد تعودناه بيننا وفينا ، قل له أننا كما عهده فينا نحبه ونذكره في كل لمحةٍ ونفسٍ واننا ما جف دمعٌ منذ رحيله في مآقينا ، ولا تنسى أن تقولَ أنها دموعُ فرحٍ أن لم نأتها هي تأتينا ، لا نريده أن يحزن ، ودع الحزنَ لنا ، قل له أن يتذكرنا ، قل له أننا لو انتُزعت منا أرواحُنا ما نسينا ، وقل له أن ينتظرنا هناك ، لقاءُنا هناك ، وأملنا أننا سنُسقى جميعا من حوضِ سعادةٍ لا تفنى حفنةَ ماءٍ عذبةٍ من كفِ نبينا ، قل له أن شوقَنا سيكون كبيرا إلى لقاءٍ لو كان بحجمِ هذا الزمن فلن يكفينا ، قل له : من عينيه كنا نسقي أحلامنا ، من كفيه كنا نغزل أمانينا ، ولا تقل له : أن الورد جف رحيقه منذ رحيله ، وهزيلة هي الأحلام ، وقد جفت سواقينا ..
أيلول :
متى تقول انك اكتفيت من أحزانِنا ونحن منذُُ الفِ عمرٍ نصرخ فيك يكفينا ما أوجعتَنا يكفينا .. لكنك منذ صرختنا الأولى لا تكتفي ، وصبرنا على اهتزازِك وما قطفتَ من أوراقِنا دونَ عتبٍ .. رغمَ التعبِ ، وما سُرق منا ومن أفراحِنا .. صبرنا صبرَ العاشقةِ على بابِ الخشبِ ، والعاشقُ يغزلُ الحكايةَ بخيوطٍ من ذهبٍ ، غابت الشمسُ أيها العاشقُ ، غابت ، لو يعرفون كم يوجعُ الخشبُ في الحكايةِ حين تتفسخُ الواحَهُ وجذوعَه ، وتصيرُ خيوطُ الحكايةِ نصالا توخزنا كم يوجعُ هذا الخشب ، وتضيعُ خطانا في متاهاتٍ لا تعرف خُطانا ، فلا نحنُ مع من يجيء ولا نحن مع من ذهب ، توجعنا يا أيلولُ ، وهذه أخر رسالة .. لن يكون بعدها رسائلٌ ، ولا عتبْ .. !

وقال معاوية البشابشة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ما مِنْ شيءٍ يُجّبِرُني أنْ أكسرَ الخاطرة
أو أنْ أُكَّونَ مُستقبَلي مِنْ ذِكرياتٍ غابِرة
أنحَني وَحدي ؛ لأُمَشِطَ خُيوطَ الليل
أتمشى وحدي في المقابر
لأشبعَ رَغبتي في القتل
أَعبُرُ أيَ طريقٍ أشاء
أنحَني مَعَ الوقت
أكسرُ غصنًا من زيتونةِ جدي
هذا ما ورثت
في الليل أُذَّكرُ الأمواتَ بالأحياء
وآخذ غُصني وأزرعَهُ على قبري
وَأنادي مِنْ خلفِ الخاطرة
ما من أحدٍ قادرٍ على أن يلمسَ السماء
هذه السماء

وقال معاوية :

ما مِنْ شيءٍ يُجّبِرُني أنْ أكسرَ الخاطرة
أو أنْ أُكَّونَ مُستقبَلي مِنْ ذِكرياتٍ غابِرة
أنحَني وَحدي ؛ لأُمَشِطَ خُيوطَ الليل
أتمشى وحدي في المقابر
لأشبعَ رَغبتي في القتل
أَعبُرُ أيَ طريقٍ أشاء
أنحَني مَعَ الوقت
أكسرُ غصنًا من زيتونةِ جدي
هذا ما ورثت
في الليل أُذَّكرُ الأمواتَ بالأحياء
وآخذ غُصني وأزرعَهُ على قبري
وَأنادي مِنْ خلفِ الخاطرة
ما من أحدٍ قادرٍ على أن يلمسَ السماء
هذه السماء

أما المعلمة والاديبة والشاعرة أمنة العماري
رائدة المسرح المدرسي
وناشطة في مجالات الادب والشعر والابداع
فكان لها هذة القصيدة الوافرة بالحكمة والموعظة والعبرة .
و مصابكم جلل ... وأدري

آمنة عماري 25/9/2013 م

- زد في التقى فالعمر نقص إن مضى .....
.... يجري وسرج العمر صبر في الخطوب

2- زد في التقى لا في الأمل زد في العمل
فجريمة تلقى السماء محملا زاد الذنوب

3- واطو الخصام مع الأنام كفى حروب
فالناس من ماء وطين لا طيــــوب

4- كل له ابليس شارك في الطعا
م وفي الشراب بنسله أو في الجيوب

5- فانفض سريرتك التي لطختها
واركض بنفسك حين يتبعك المشيب

6- ماذا لنا في الأرض ؟؟ زوج ؟؟ طفلة ؟؟
أبنون ؟؟ كل راحلون مع المغيب

7- لا يبقى إلا خالص الأعمال إذ
تبلى الجسوم ويطوها خبر قريب

8- اليوم ؟ بعد اليوم ؟بعد العام هل
سنعيش طول الدهر لا موت يصيب ؟

9- كفوا أغاني الموت لطفا لم يعد
في العمر متسع له هذا النحيب

10 – فحياتنا من بعد احمد لم تعد
تعطي لشيطان مفاتيح الدروب

11- في محكم التنزيل جاء الأمر " لا "
تحزن وقل كان الذي شاء الرقيب

12- انا خلقنا كي نموت ليبلنا
بالموت محص قلبنا فمتى نتوب ؟؟؟

13- الصابرون العاكفون الراكعو
ن لهم جنان حين تمتحن القلوب

14- أدرى بأن قلوبكم نزف فقد
تركت سهام الموت في القلب الثقوب

15-أدري بأن مصابكم جلل وما من
طب يشفي فرقة الولد الحبيب

16-لكن سألت عيونكم رفقا فليس يعود
يوسف بالقميص يرد ابصارا تذوب

17-تعدو على الطفل النهاية والأفول
للشمس وقت كي تغيب مع المغيب

18-وله كذا من حصة الوجع المهيب
وله ختام تورد وله قطاف من كروب

19-ان الحياة مع الكروب تخالطت
والله شاء بأن يصير بلا كروب

20-نم في ملاذك هانئا والحور حو
لك سابحات لا وشاة ولا رقيب

21-فاستودعوا الرحمن فلذتكم ثقوا
بالله من يرجو إلهه لا يخيب

أما استاذنا الدكتور عبد الله عواقلة
فقد ارتجل في وقفته امام الحاضرين
شعرا وحكمة وبيان
وصاغ في بهاء أجمل الكلمات واعذب العبارات
كيف لا وهو البهاء والسناء والضياء .

أما الصديق شاكر المكحل صاحب رواية عتيقة تبدأ بلقاء وتننتهي حيث ننتهي جميعا ب "ليلى" أو بأي شق من التراب يجمعنا على هذه الأرض فلا مكان لنا فكلنا راحلون لذا كان له رأي يبعث فينا دعوة للحياة ما دمنا على هذه الحياة وقرأ لنا نصا من نصوصه الكثيرة التي تغوص في تجارب الحياة ومعاناة الحياة .

طريق الحويرة فين ؟؟؟

وكان لشاعر الاردن احمد غازي الزعبي
قصيدة شعرية

" أودعتك الله "

تلك الحروف أكانت منك سارقة
أم أرسلتك الى تحنانها الجمل
اني أراك أمامي واقفا ابدا
وبيننا الدهر هل من فوقه أصلُ
يلومني الناس ما أسرفت من كمدٍ
لولا المحبة ما كان النّوا جللُ
ما كنت امل ان يمضي بنا زمن
كذلك الدهر أو تمضي بنا دولُ
ولا تأملت أيامي تفزّعنا
دون اختياري وجدت الدمع ينهملُ
فما اصبت بشيء مثله أبدا
ولا أظن رياح الفقد تُحتملُ
فلو تقاسم خلق الله ما وجدت
نفسي عليك لما حلّوا ولا ارتحلوا
لو ينفع الميت اذ نفديه ما قصُرت
ماذا نقدم لمّا لم يف البدلُ
أعيّا القريب كما أعيا البعيد أسىً
زار الفريقين من ضنّوا ومن عدلوا
واغتالنا وجع أنّا الى سبب
نجري فيجري على أسبابنا الأجل
تلك المضامين من أين التقيت بها
زارتك منها على أفواهنا القبل
لولا التصبر ما في الموت من جلد
إنّي بُنيّ لأمر الله امتثل
كي يونس الله قبرا انت ساكنُه
أكرم به روضة أكرم بمن نزلوا
ولست أدري أفي الأحياء مبتسما
ألا ترى العيش أضحى كله وجلُ
فرحمة الله إن حلّت على احد
خير من العيش والامال تُبتذلُ
وكم بطول المدى أودعتُ سيرتكُم
عبدا يكاد اذا أودعت يعتزلُ
من يودع الله لا ينقضُّ جانبه
أودعتك الله من في غفوه الأمل

وأما الواعدة وعد بديوي التي كانت لا تفارق أم بهاء
في أيامها الاولى لفقد بهاء – رحمه الله -
فقد كانت حاضرة تلك الساعات الطويلة القاسية والأيام المريرة
فكتبت ما رأته في عين أم بهاء.

قد فارقت شمس النهار سماءها
والعين هالت بالبكاء دماءها
نارُ الفراق يا بهاءُ بصبوتي
فتحرقت من مهجتي أحشاءها
أه لجرح شاب منه تصبّري
قد أقرضتني دُنيتي سوداءها
يا عينُ لا تبكي الحبيب وتندب
حتى وإن كان الدواء بكاءها
ما بال ليلي قد تكالب عتمه
فاحتل عيني واكتسى بيضاءها
جرعتني يا نبض قلبي حسرة
قد البستني يا بهاءُ رداءها
أب الذي قد شج قلبي ذيله
واستل من زهر الحشا وضّاءها
أيلول قد جاء بصُبحه متعذرا
يتلو على نفس الفجيع رثاءها
قد كنت مقرونا بروحك هائما
والروح كم هالت عليك رضاءها
استودع الله الذي خلق الورى
بوديعة كانت لروحي ماءها
يا رب قد أودعت عندك مهجتي
فامنن بحسنك يا رحيم جزاءها
وامطر على نفسي بصبر عارم
حتى تؤاذن يا كريم لقاءها
ما ضاع أجر والتحسب صرفه
فقبلتُ من رب العباد عزاءها

أما رزان الزعبي فلم تتمالك نفسها من الدموع وهي تعتلي منبر اللقاء فدمعت وأدمعتنا معها وقالت :

كم هي كثيرة مصائب القدر وابتلاءاته
وكم منها أغرقنا في محيط الأحزان اللانهائي..
وأسكننا عالم اللا ضحكة
وكم من فقدان عزيز أقنعنا بأنها النهاية
.. وأنها السقطة التي لا وقوف بعدها..
لنكتسي بسواد لا يفارقنا
.. وبشحوب يمسي العلامة الفارقة التي تميزنا..
كيف لا؟
! والراحل هو من تشتاق له النفس
... وعلق به القلب...
وفي كل يوم تدمع العين المسهدة على فراقه...
ولكن ماذا إذا تذكرنا سؤال الحبيب المصطفى -صلى الله عليه وسلم- لعبد فقد فلذة كبده وقطعة من روحه؟
حيث قال: " ألا يسرك أن تأتي بابا من أبواب الجنة إلا وجدته عنده؟؟
أو من أفضل من لطيف خبير ليخفف علينا همنا ويفرج كربنا بقوله:

”الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون"
اذا مات ولد العبد قال الله عز و جل لملائكته : قبضتم ولد عبدي ؟ قالوا : نعم قال : فماذا قال ؟ قالوا : استرجع وحمدك قال : ابنوا له بيتا في الجنة و سموه بيت الحمد

".!! نعم.. فهذه هي رحمة عزيز لا يمنع إلا ليعطي.. وحكمة رب لم يحدث شيئا عبثا..
فانزعا ردائكما الأسود يا والدي
واصبرا على بلائكما,
فابنكما بإذنه جل جلاله
فارس تحت عرش الرحمن

أما الأستاذ حسن المنايصة فاختار لنا :

عن معاذ بن جبل رضي اللَّه تعالى عنه قال "مات ابن لي فكتب إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم
" من محمد رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم إلى معاذ بن جبل السلام عليك فإني أحمد اللَّه الذي لا إله إلا هو. أما بعد، فعظم اللَّه لك الأجر وألهمك الصبر ورزقنا وإياك الشكر، ثم إن نفوسنا وأموالنا وأهالينا وأولادنا وأموالهم من مواهب اللَّه الهنيئة وعواريه المستودعة نتمتع بها إلى أجل معدود ويقبضها لوقت معلوم، ثم افترض اللَّه علينا الشكر إذا أعطى والصبر إذا ابتلى وكان ابنك هذا من مواهب اللَّه الهنيئة وعواريه المستودعة متعك اللَّه به في غبطة وسرور وقبضه بأجر كبير إن صبرت واحتسبت، فلا تجمعنا عليك يا معاذ أن يحبط جزعك أجرك فتندم على ما فاتك، واعلم أن الجزع لا يرد ميتاً ولا يدفع حزناً فليذهب عنك أسفك بما هو نازل بك والسلام".

أخي ابا بهاء أختي أم بهاء
اصبر ففي الصبر خير لو علمت به
لطبت نفساً ولم تجزع من الألـم
واعلـم بأنك لو لم تصطبر كرمـاً
صبرت رغماً على ما خط بالقلـم

وكم كانت قاسية تلك اللحظات
التي قام فيها الدكتور محمد النصار
ليشكر الحاضرين على مشاركتهم
فقيدهم بهاء ولكنه لم يتمالك نفسه
فصبرا يا أبا بهاء وأنتم الصابرون
وأنتم العابدون .

هي جلسة كنّا مع أخوة لنا في فقيدهم وفقيد الرمثا والشباب رحمك الله يا بهاء
انت البهاء وانت السناء
وأنت الضياء وأنت الهناء
كلهم جاؤا ليكونوا الى جانب أبويك وأهلك
ونحن منهم
فشكرا لكل من ألقى وقدم
وشكرا لكل من حضر
وشكرا لكل من كان معنا
هكذا هم الأهل والأحبة
ولكم تحيتي

حسين أبو عياش
الرمثا – الجمعية العربية للفكر والثقافة
الخميس 26/9/2013






يتم التشغيل بواسطة Blogger.