هُوَ الكونُ حَيٌّ !
أنتَ مُتواصِلٌ ومَوجُودٌ في كلِ وقتٍ.. قـَـبــْــلــَـكَ.. وَبعـــدَكَ !
رُبّما رِسالـَـتـُــكَ التي لا زالتْ في طريقِها إلـــى أحَدِهــِمْ تَصْنَعُ جُزءً مِنـْــكَ .. مِن حَرَكـَـتـِــكَ في إحْدى قارّاتِ هذا الكـَــوْكَبِ
..رُبّما رِسالـَــتــُــكَ التي لا زالـَــتْ تنــْــطِقُ في يَدِ أحَدِهِمْ .. لا زالَتْ تَصْنَعُ حَرَكَةً لكَ في إحدَى مَداراتِ هذا الكوْنِ..
رُبّما صُورَتُكَ التي لا زالَتْ تَتَحَدّثُ إلى أحَدِهِمْ ..
رُبّما كلِماتـُــكَ التي لا زالـَــتْ تَدُورُ في عـَــقــْــلِ أحَدِهِمْ ..
رُبّما وَحْيٌ أوحيـْــتـَــهُ بشكــْــلِكَ وأنـْــتَ رُبـّــما نائِمٌ صامِتٌ .. أو صاحٍ صامتٌ أو متكلّمٌ .. فَدارَ في فـَــلــَـكِ أحَدِهـِــمْ وأيـْــقـَـظـَـهُ حـَــتّى الصَّباحِ ..
رُبّما شَيْءٌ صَنـَـعــْــتــَــهُ بـِــيــَــدِكَ فــَــتــَـرَكَ مَجْموعةً يــتحادثـــُــونَ بـِـهِ ساعاتٍ. . و فـُــتــِــحــَــتْ مِنْ خــِــلالــِــكَ ( و أنتَ لا تدْري) .. حـَـلـَـقـَــةُ عـِـلــْـمٍ ..!
... ... ...
أنتَ تـَــصْنَعُ حــَـياةَ الكـَــوْنِ بـِــضـَـجــيــجــِــكَ حَتّى بعــْــدَ رَحــيلــِــكَ !
وَغَيْرُكَ يـُــكـْــمـِــلُ مَسيرَةَ الضَّجيجِ بعـْــدَكَ .. !
والكَوْنُ ضَجيجٌ ! وَإنْ سَـــكَـــنَ مَــــاتَ !
وَلَوْ سَكّـَـنـَــهُ مَـــنْ هُمْــ قـَـبــْــلـُــنا لَمَا عـَــرَفـْــنـــا مِـــمّا كـــانـــوا يـَــمـْــلـِــكــُــونَ مِنْ ضـَــجـــيـــجٍ شـَــيـْــئـــاً !
(( هُــوَ الكــَــوْنُ حَيٌّ يُحِبُّ الحـَــــياةَ وَيَحـْـــتـَـــقــِــرُ المـَــيْـــتَ مَهـْــمَا كَــبـُـــرْ ! ))
لـَــوْلا ضـَــجيجُ الدَّمِ في عُروقــِــكَ لـَــما اســْــتــَــطــَــعــْــتَ الحـَــرَكـَـــةَ !
وَلـَــوْلا ضـَــجيـــجُ الفــِــكــْــرَةِ في رأسـِــكَ لـَــما اسْتـَـــطــَــعــْــتَ التــَــنــَــفــّــُــسَ !
...
... ... ...
( سَأبـْــتــَــعــِــدُ بالسَطــْــرِ قــَــليلاً حَتـّــى أُتـــيحَ لـِــمـَــنْ يُحِبُّ التــّـَــأمــّـُــلَ أنْ يـُـفــَـكــِّــرَ بالجُملةِ الأخيرةِ أكثَرَ قـَـبــْــلَ أنْ أُوقـِـظَ المَعـْــنى وَأكـْــشِفَ سَتائِرَهُ بِحَرْفٍ ) ..!
( و التنفـّـُـسُ مَجازٌ يَعني الحياةَ لِمَنْ يَعْرِفُ أنَّ الفـِــكرَةَ هِيَ حَياةٌ للكــَــثــيريــنَ ! )
... ... ...
ونعودُ ..!
لولا ضَجيجُ ما تـَــرى.. وضَجيجُ ما تَسْمَعُ وَضَجيجُ مَا تـَــلـْــمِسُ وَضَجيجُ مَا تـَــشـْــتـَــــمُّ وَضَجيجُ ما تـُــحـِــسُّ.. لـَـما كانَ لـِــدُنـْــياكَ أيُّ مَعـْـــنىً وَلـَــما أثــَــارَكَ شَيْءٌ في هـَــذِهِ الحـَــياةِ لـِــتــُــفـَــكــّـِــر ..
قـُــمْ حـَــدِثــْـــنا بـِــضَجيجــِـــكَ عــَــمَّا تـُــحــِــسُ وَتـُــفــَــكــِــرُ وَتـَــصْــنَــعُ ..
قـُــمْ حـَــدِثــْـــنا بـِـــضَجيجــِـــكَ عـَــمــّـَــا تــُــصْدِرُهُ أوْتـــارُ جـِــسـْــمـِــكَ مـِـنْ أنـْــغــــامٍ ..
قـُــمْ حـَــدِثــْـــنا عَنْ كـُــلِّ رَجــّـَــــةٍ .. كـُــلِّ لـَــفــْـــتــَــةٍ .. كـُــلِّ فــِــكـْــرَةٍ .. كـُـــلِّ هـَــمـْــسَةٍ .. كـُــلِّ رائِحَةٍ تُحِسُّ بـِــها وتـُـــدْرِكـُـــها وتـَـــعــْـــنـِـــي لــَـكَ شــَــيـْـــئاً حـَــتـّــى تـَــكُــونَ جـُــزْءً مِنْ مـَــنــْــظــُــومــَــةِ كـَــوْنٍ بـــاقٍ لا يـَــفـْــــنَ..
فـَــكــُــلُّ مَنْ حـَــدّثـَــنا بـِــضَجيجـِــهِ لا زالَ يَعيـــشُ مَعَنا وَيَعيشُ فـِـــينا وَنَبْحثُ عَنْ ضَجيجِهِ في كـَــلِماتٍ اخـْــتـَــزَنـَــتـْــها أقلامٌ لـَـهُ عَبْرَ صَفْحاتٍ وَرقيةٍ أوْ ضَوْئِيةٍ ..
إنـّــَــكَ تـُــصْبِحُ ضَجيجاً.. فـَـقـَــطْ عـِــنـْــدَما تـَـخْرُجُ مِنْ قالـَــبـِــكَ الــكـــلاســيكيِّ و تَــشــُــقَّ غـِــطـــاءَ تـِــلـْــكَ الشـَــرْنـَــقــَـةِ وَتُحـَــلـّـِــقَ كـَــفــَــراشــَــةٍ فـــي سَماءِ كـَــوْنٍ رائـِــعٍ كـــهــــذا !!
قـُــمْـــ وَأسْمِعْــــنا مَا لـَـــدَيــْــكَ وَخُذْ مـِــمّا لـَــدَيــْــنا.. فـَــنَحـْـــنُ نـَـحـْــتاجُ لــلــْــتــَــشارُكِ.. للاخـْـــتـِـــلافِ .. لــلــْــتــَــنــَـوُّعِ لـِــنــَــسْــتـــفـــيدَ.. فـَــلــِــكــُــلٍ مـِــنــّـــا قـــالـَـــبُهُ .. وَكُلٌ مـِــنــّـــا يَحْتــــاجُ لــِــرُؤيـَـــةِ نــَــواتـِـــجِ القــَــوالــِــبِ الأخــْـــرَى ..
لا تــَــبــْــقَ مـــكـــانــَــكَ ..
لا تـَـــفــْــنى وأنـْـــتَ حـَــيٌّ .. !
ولا تكـُـــنْ كالأوراقِ التي يـَــلــْــفــِــظــُــها الدّفــْــتــَــرُ حينَ لا تــَــتــَــناغـَــمُ مَعَ مَضْمُونـِــهِ فـَــتــَـذْهَــبُ إلـــى مـكـَــبّاتٍ لـِـتـَــفـْــنى وتُساهِمَ - حـَــتّى في فـَـــنـــائـِـــها – فـــي تــلــْــويـــثِ هـــذا الكــَــوْكــَــبِ ..
ولا تكونـَــنَّ لـَــحــْــناً نــــشازاً لا يـَــتـّــَـســِـــقُ مَعَ غــَــيْرِهِ ولا يَصْنـَــعُ مـَــعْزوفــَــةً تـُــســْـــعِــدُ مـَــنْ يـَــســْــمـَــعــُـها ..
ولا تكونـَــنَّ لـَــوْنــاً يـُــشــَــوِّهُ جـَــمالَ لــَــوْحــَــةٍ ..
ولا حـَــرْفاً بـَــشــِــعاً يـُــخـَـــرِّبُ جــَــمالَ الخــَــطِّ ..
ولا رائِحـَــةً نـَـــتــِـــنــَـــةً تــَــعــْــبـَــثُ بـِــجَمَالِ لــَــحـْــنِ العـِــطــْــرِ المُنـْــسابِ فــَــتــُـشــَــتــِّــتَ الحـــاضــِــريـــنَ ..
... ... ...
كـُــنْ شـَــيْـــئاً إيـــجـــابـــيــّــاً مــُــفيـــداً فــــي هـَـــذِهِ الحـَـــياةِ ..
حـَــتّى إنْ عـَـــلــّــَــمْـــتَ غــَــيــْـــرَكَ كـَـــيــْــفَ يــَــصْـــنــَـــعُ الضـّـَـــجــــيــــجَ .. !
فإنـّـَـــما هـِـــيَ قــَــدْ سـُـــمــِّـــيــَــتْ حــَــياةً ..
لأنـّـَــــها خــُـــلــِــقــَـــتْ لـِـــمــَــنْ يــَــعــْــرِفُ كَيْفَ يـَــهــِــبُ وَيَصْـــنــَــعُ الــحــَيــاةَ ..