هناك ... تحديدا في تلك الزاوية يجلس وحيدا... يتأمل بعالمه الخاص الذي أحاط به نفسه دون احد ! متشتت ضائع .. يبحث عن شيء مفقود خلف ستار الظلمة .. حتى أصبح مسكنه اليومي ! بعيدا عن الناس ... ينبض الشوق بقلبه بألم يتجرع عذابه دون كلل ... بصمت هاديء ... يطحن عظام القلب يبكي بصمت يأكل بصمت حتى انه يتنفس بصمت ويفعل كل شيء بصمت يبتعد عن كل شيء ... لا يسمح بالإقتراب منه ... كأنه محظور عن الجميع الا من اراد فراغ كبير يملؤه .... فراغ يمتدد به كـ إمتداد السماء .. وكـ كبر الصحراء اما عن الحزن فهو صديقه المعتاد ... يأتي في الليل بكثرة يجلس معه يشرب كأس الفوز يدخن سيجارته ويختفي عند ظهور الشمس ويترك أثرا كبيرا ينبض بداخله بقسوة ... هو لا يشبه أحد ... لا يقلد أحد ... له شخصيته وقواعده يثق بنفسه ولا يهتم لرأي غيره برغم قسوته في بعض الاحيان الا انه يملك قلب طفل صغير ... يحتاج فقط لمن يسمعه ويفهمه يحتاج لروح ثبث به الحياة... تزرع في صحرائه القاحته أملاُ جديداُ بأن الحياة مستمرة مهما بعثرتنا الايام ... !

